«الإيكونوميست»: «كوب 29» أحرز تقدماً متواضعاً في العمل المناخي الدولي

«الإيكونوميست»: «كوب 29» أحرز تقدماً متواضعاً في العمل المناخي الدولي
كوب 29

أثارت نتائج مؤتمر المناخ "كوب29"، الذي عُقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، جدلاً واسعاً، حيث وصفت بالتقدم المتواضع مقارنة بحجم التحديات المناخية العالمية.

ووفقا لمجلة "الإيكونوميست"، اختُتمت أعمال المؤتمر فجر يوم الأحد 24 نوفمبر، بعد تأخير دام أكثر من يوم كامل عن الموعد المحدد، وسط أجواء من الإحباط، ما أدى إلى انسحاب مؤقت لبعض الوفود قبل عودتهم لإتمام المفاوضات.

معايير جديدة لتداول الكربون

اعتمد المؤتمر قواعد جديدة لتداول أرصدة الكربون، بناءً على اتفاق باريس لعام 2015، حيث تم الاتفاق على آليات تتيح للدول التعرف على أرصدة الكربون المصرح بها وتداولها، رغم ذلك، افتقرت القواعد إلى وضوح في الجداول الزمنية، وضمانات الشفافية، والعقوبات المناسبة للدول التي تنتهك الأنظمة.

كما تضمن المؤتمر إنشاء نظام معقد لتداول أرصدة الكربون يشمل فرض ضريبة بنسبة 5% على هذه العمليات لصالح مشروعات التكيف في الدول النامية، إلى جانب توفير ضمانات جديدة لحماية حقوق السكان الأصليين، إلا أن نصوصاً مهمة في المسودات السابقة حُذفت، مثل شرط ضمان تخزين الكربون بشكل دائم.

تمويل المناخ

ناقش المؤتمر هدف التمويل المناخي الجديد لتعزيز الالتزامات المالية تجاه الدول النامية، حيث اتُفق على تحديد هدف لجمع 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035، مقارنة بتقديرات الخبراء التي تُشير إلى حاجة تصل إلى 390 مليار دولار سنوياً في ذلك الوقت.

اعتُبر هذا الرقم بمثابة محاولة لخفض تكاليف الاقتراض وتشجيع استثمارات القطاع الخاص لتحقيق التمويل المطلوب، وفقاً لما أعلنه المفوض الأوروبي للمناخ، ومع ذلك، انتقدت الدول النامية المبلغ ووصفته بأنه "ضئيل"، خاصة في ظل التحديات المناخية المتزايدة.

انقسامات الشمال والجنوب

شهد المؤتمر توترات واضحة بين الدول الغنية والفقيرة، حيث رفضت الأخيرة النصوص التي تُشجع الدول النامية على تمويل بعضها البعض، معتبرة ذلك محاولة من الدول الغنية للتملص من مسؤولياتها التاريخية، كما أثارت مساهمات الصين والدول الأخرى ذات الاقتصادات الصاعدة نقاشات حادة حول دورها كمانح أم مستفيد.

الحاجة إلى خطوات أكثر جرأة

أكد المشاركون ضرورة الإسراع في دمج الأهداف المناخية في الخطط الاقتصادية الوطنية، خاصة في الدول الأكثر تأثراً بتغير المناخ والتي تعاني من محدودية الموارد.

ودعت شخصيات بارزة مثل مبعوثة جزر مارشال للمناخ، تينا ستيج، إلى زيادة الجهود المبذولة، ووصفت النتائج بأنها "بداية صغيرة"، لكنها أكدت أنها غير كافية لتلبية احتياجات الدول الأكثر ضعفاً.

وأكد الخبراء ونشطاء البيئة أنه رغم التقدم الطفيف الذي أحرزه مؤتمر "كوب 29"، لا يزال الطريق طويلاً أمام تحقيق أهداف المناخ العالمية، ويتطلب ذلك تعاوناً أكبر من الدول الغنية واستثمارات جريئة لدعم الدول النامية التي تواجه أشد المخاطر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية